روايات
الفصل الثالث والعشرون
وبعد انتهاء المقابلة , اسرعت نور لحجرتها , لا تعرف ما تفعل , اتبكي ام تضحك , اتحزن ام تفرح , كل شئ يجبرها علي الموافقه , اسلوبه و اسلوب والدته في كلامهم و اظهارهم لمدي اعجابهم بها علي عكس اسامة دائم السخرية من شكلها و شخصيتها الضعيفه و شخصية اخيها المعقدة
أدبه و اخلاقه و نجاحه و الذي تعرفهم جيدا من قبل , و فشل و فساد اسامة علي عكسه تماما
فرحته امها التي تملأ وجهها و صوتها و كلامها , تمسك حازم به و اشادته بمدي صلاحه و مدي معرفته بنجاحه و اخلاقه
ولكن قلبها يرفض تماما ذلك الارتباط و مازال رهينه بين يدي اسامة , فاسامة الذي ظلت تعشقه ثلاث سنوات حتي ذابت جميع خلاياها في حبه و تمسكا به
فتحت هاتفها و قرات رسالة اسامة لها و كلماته الواعدة لخطبتها و وعوده بالالتزام و حبه لالتزامها و بعدها فتحت رسالتها له و بعدها تجاهله لرسالتها
ظلت تبكي بشدة و هي تقول : مش هقدر ابدا احب حد غير اسامة , اعمل ايه بس
وبعد ان افرغت غصة قلبها عبر دموعها قالت : انا هبعت رساله لأسامة و لو اتقدملي فعلا انا هوافق و هرفض محمد
" اسامة ... انت مردتش عليا ليه .... ياريت تنفذ وعدك بسرعه لأن جايلي عريس و اهلي موافقين بشدة و انا مش هقدر اوافق و ارتبط بحد غيرك , فياريت تنقذني من الموت و انا حيه علي ايد اهلي و اصرارهم .... انقذني "
ضغطت علي زر ارسال و ظلت تنظر للشاشه الهاتف بانتظار رد من من تعلقت روحها به و لكن انتظارها طال فعادت ثانية لتنغمس في دموعها
...............................................
اشرقت شمس يوم الجمعه ... كانت حسناء بلغت مرحله متأخره من الشوق و الملل من كثرة الحبس و الوحده بالاضافه لتجاهل حازم لها ذلك الاسبوع
كانت تحاول جاهده ان تلزم حدودها امام الله في مشاعرها تجاه حازم فكلما حضر بذهنا تظل تدعو بأن يرزقها الله حازم في الحلال و لكن ذلك كلفها الكثير , فقد ظلت ليل و نهار تدعو و تضرع
جلست بملل و حيرة , لم يتصل بها احد ليخبرها بأنها ستشاركهم الغداء اليوم , حتي حازم يبدو انه نسي امرها تماما
كان هذا ظنها ولم تعلم شئ عن مدي انشغال عقل حازم بها في ذلك الاسبوع عن سابقه و لكن خطبه محمد لنور و ايضا رسائل بعض الشركات المتخصصه في صناعه الهواتف الخلوية سببت له ارتباك شديدا
قالت بملل : تقريبا مش هيجي ياخدني النهارده , بس بصراحه انا معدتش اقدر استحمل الملل
لم تكمل كلامها حتي سمعت صوت هاتفها يعلو
نظرت للشاشه فوجدت اسم حازم فقالت و دموعها تسبق صوتها : حرام عليك يا حازم
تماسك بالكاد و مسحت دموعها وبلعت غصة توقفت بحلقها حتي يبدو صوتها طبيعيا : السلام عليكم
حازم : وعليكم السلامه , اجهزي يا حسناء علشان اجي اخدك
حسناء : حاضر
اغلقت حسناء الهاتف ثم اسرعت ترتدي ملابسها و بقيت تنتظر قدوم حازم
سمعت بوق سيارته بالخارج فخرجت نحوه , جلست بجواره و هي مختنقه بسبب تجاهله لها اسبوع كامل
لاحظ حازم غضبها المختزن , نظر نحوها نظره تتمناها حسناء لولا غضبها لاغمي عليها من شدة فرحتها بها , فقال لها : ازيك يا حسناء
ردت باقتضاب: الحمد لله
حازم و هو يدير عجله القيادة وقلبه مشتغل شوقا بمن تجلس جواره رغم ذلك غض بصره عنها بأدب : معلش مقصر معاكي بس ربنا يسهل و أول ما هبدأ افضي هاخدك تكملي شغلك في الشركة
لم ترد حسناء سوي بالصمت كأنه رساله عن غضبها الداخلي
حازم : حسناء
حسناء : نعم
حازم : مالك
حسناء : مفيش
علم حازم بأنه من سبب لها ذلك الضيق بسبب تجاهله لها, ولو تعلم مدي انشغاله بها ولكن مشاغله هي العائق
فلم يزيد من الكلام و نوي علي شئ ما وانطلق نحو فيلتهم
وبعد ان قضت معهم بعض الوقت , واثناء تجهيز سناء و نرمين للغداء و بقاءها مع نور وحدها
قالت نور بتردد : تيجي نقعد شويه في الجنينه
حسناء: ماشي تعالي
خرجتا للحديقه , ظلتا صامتتين بعض الوقت قبل ان تقول نور بتردد بالغ : حسناء عاوزة استشيرك في حاجه
حسناء : اتفضلي
نوربإرتباك و كلمات متبعثرة : في واحده صحبتي متقدملها واحد كويس جدا بس هي مش بتحبه ... اصلها بتحب شخص تاني متقدملها برضه بس بصراحه هو مش محترم قوي يعني و مش بتاع مسؤلية لكن هي مش قادره تتخيل نفسها تتجوز حد غيره ... هي عاوزه رأيي و مش عارفه ارد عليها بإيه
حسناء : بصي يا نور هسألك سؤال ... قوليلي اسم أكثر أكله بتحبيها جدا جدا
نور : البامية
نظرت لها حسناء بتعجب فأردفت : اه ...البامية اكلتي المفضله
حسناء بتفهم : ماشي , قوليلي بقي اسم اكله مش بتحبيها قوي يعني عمرك ما تشتاقيلها بس لو مضطره هتاكليها
نور : السمك المقلي
حسناء : طيب لو انتي راجعه في يوم من الكليه جعانه و دخلتي المطبخ لقيتي قدامك سمك مقلي سخن و عليه لمون و توابل و متظبط و باميه بس حامضه وريحتها وحشه هتاكلي ايه
نور: اكيد السمك
حسناء: خلاص قولي لصاحبتك تختار الانسان الكويس حتي لو مش بتحبه , انمااللي بتحبه و فاسد هيتعبها
أومأت نور بتفهم و يبدو انها في تلك اللحظة اختارت قرارها الاخير تجاه خطبتها و تخلصت من حيرتها التي دامت ايام
تناولت حسناء غدائها معهم و قبل ان يتناولوا مشروبهم , سمعوا طرقات حازم علي الباب و من ثم صوته : حسناء, يلا علشان اروحك
صعقت حسناء من كلماته و لكنها قامت امام اصراره رغم محاولة نرمين و سناء ببقاءاها معهم
ركبت حسناء بجوار حازم و هي تشتعل غضبا منه لأنه ضيع عليها يومها المفضل بالأسبوع كله بعدما حبسها اسبوع سبقه , و لكنها فوجئت به يتوقف عند المطعم الذي جلسا معا به مسبقا
ترجل و طلب منها ان تتبعه للدخل........
دخلت خلفة برفقة صمتها و قلبها مشحون بمزيج من الاحاسيس المضطربه , فمع كم الغضب الهائل الذي تضمره تجاه حازم بسبب تجاهله, ولكن مظهره المنذر يشعرها بالقلق و الخوف تجاهه
انتقي هو منضدة , و جلست مقابلته بهدوء وما ان جلس حتي وجدته يستند بمرفقيه علي المنضدة امامة و يبسط كفيه علي خلف رأسه المنكس و بدأ في رحلة شروده المعتادة
, انتظرت بأن يبدأ حديثه , او حتي يبرر سبب مجيئه بها لهذا المكان ولكن انتظارها طال
اختطفت تجاه نظره فوجدته مازال شاردا يفكر بعمق و قلق في شئ ما , تحدثت مع نفسها و قالت بحنق شديد : اكيد بتفكر في شغلك و مشروعك , مفيش في دماغك غير كده ولا انا في دماغك خالص , عادي اتحبس اتخنق مش مشكلة , حرام عليك تجاهلك ليا و عدم التفاتك ليا بالشكل ده , بجد يا حازم حبك صعب صعب بل حبك دمار للقلب و الروح و كل حاجه , وظلت تعظم مدي تجاهله لها و تركها تعاني أمراض الحب المميته من الشوق و الحرمان و الاحلام الكاذبه .. ولم تكن تعلم انها هي الظالمة له في تلك المره , انها سبب من ضمن اسباب شروده الآن و ايضا من اسباب أرقه و وجومه في الفتره الماضيه و عيشه ايام صعبه في هذا الاسبوع
أفاقها من شرودها مجيئ النادل و وجه حديثه لحازم : أؤمرني يا فندم
نظر له حازم بتفاجيء و قال : أ أ اتنين نسكافيه
انصرف النادل تاركاً حسناء تشتعل غضبا من حازم الذي دخل دائرة صمته ثانيه فقالت بصوت مكتوم بحروف منقوشه بالغضب : ما كنا شربنا النسكافيه في البيت و مش لازم نيجي هنا
نظر لها بتعجب شديد و ظل يصوب تجاهها نظراته من عينين محدقتين و فاه فاغر , ولكن نظرته لم تخيفها و اكملت بنفس الضيق و اللهجه العاتبه : ما دام عاوز نسكافيه ليه جايبنا هنا كنا قعدنا في البيت احسن , عامة هنشرب و تروحني علطول
كان من العجيب علي اي شخص تصور حازم و الذي انفرجت اساريره بسبب كلام حسناء , حتي هي نفسها تعجبت من ذلك فكان تتوقع منه تصرف متهور بسبب كلامها المتعصب هذا , ولكن تلك اللهجه بثت داخل حازم أمل تجاه حسناء و أيقنته ان علاقتها تجاهه ليس مجرد قائد عمل فقط و الا لم تتحدث بتلك اللهجه العاتبه و التي تحمل الكثير من القرب
قال لها بصوت هادئ و هو ينظر لها نظرة عذبه : وانتي متعصبه كده ليه؟
عقدت ذراعيها أمامها و هي توجه نظرها للجهه الاخري : مفيش
قال و ابتسامته تتزايد : يعني ايه مفيش؟
قالت و هي مازالت علي و ضعها و تعابير وجهها واجمة : يعني مش متعصبه و لا حاجه
ثم التفتت بوجهها له و قالت بلهجه ساخره : هو في اي سبب علشان اتعصب؟
حازم : بس اسلوبك بيقول ان متعصبه من حاجه
حسناء : لا انت اللي بيتهيقلك
اقترب بوجهه تجاهها قليلا و قال لها بسخريه : تعرفي مع ان نور لسانها طويل و ساعات ببقي عاوز افرمها بس اول مره اعرف انها نعمه و تستاهل تقلها دهب
نظرت له بتعجب و كأنها تقول له و ما دخل ذلك بما نحن فيه
قام من مكانه و جلب اثنان من المثلجات المغطاه بالشيكولاته
قدمه لها وقال: خدكي روقي مزاجك
قالت : مش عاوزة
نظر لها شذرا وبتهديد فأخذته من يده فقال: شكلك متنرفزة فنحاول نخليكي ريلاكس شويه
ثم أكمل وهو يجلس يبرر كلامه السابق : نرجع لنور و لسانها الطويل علي الاقل لما بزعلها مبتسبش حقها و ترد علي الكلمة بكلمتين , فبحس انها خلصت حقها و ضميري بيبقي مريحني انما انتي لما بتزعلي بتخليني افضل طول الليل افكر و ألوم نفسي
نظرت له شذرا رغم تراقص قلبها بالداخل بسبب كلمته " افكر طول الليل " وقالت : ما هو باين بتفكر طول الليل و النهار كمان
لم يرد علي كلامها و دنا برأسه تجاهها اكثر و قال لها بمزاح وصوت منخفض : قلبك اسود
لم تستطع كبت ابتسامتها اكثر فانفرجت شفتيها علي وسيعيهما بارزة جمال غمازتيها و اسنانها. بشكل اثار جنون قلب حازم
وصل النادل و وضع امامهما فنجانين من المشروب و انصرف
وبعد ان ابتعد وجه حازم كلامه لحسناء و قال: انتي لو تعرفي اللي انا شفته الاسبوع ده هتعذريني و ترحميني من نظرتك المخيفه دي
لم تبتسم علي مزاحه و لكنها قالت بلهجه لازعه : ايا كان متوصلش ان تحبسني بين اربع جدران اسبوع كامل...
قاطعها : اوعدك من بكره هخدك الشركة بس لو النهارده عدي علي خير
ارتشف رشفه من المشروب و قبل ان تتحدث حسناء قال لها : ارجوكي اسمعيني انا جايبك هنا علشان حاسس اني مخنوق جدا , وبالطبع محدش يعرف اللي انا بعمله غيرك انتي
ارتشف رشفة اخري و تابع : اقولك بقي اللي حصل الاسبوع ده و اللي شغلني عنك
أولا نور اتقدملها واحد صحبي كويس جدا و مش هلاقي حد يستحمل نور غيره وللأسف هي رفضه تماما من غير اي سبب مقنع
قالت له : هتوافق النهارده
نظر لها بتعجب فأكملت/ هي أخدت رأيي و قالتلي ان فيه واحد كويس متقدملها بس هي مش مرتاحه و انا اقنعتها انها توافق
حازم : دي ماما لو عرفت هتفرح قوي , ثم تابع و هو يبرم شفتيه : بس برضه في مشكله كبيره مش عارف اتصرف فيها , لو موضوع تم علي خير ان شاء الله , مش معايا مصاريف تكفي خطوبتها خالص
حسناء/ طيب ما تعملوها علي الضيق
حازم : نور مش بترضي بالقليل و لازم كل حاجه عندها تبقي متكلفه
حسناء : بس دي ظروف و لازم تستحمل
حازم : عامة هحاول ااتناقش معاها بس هضطر اعرفهم بموضوع الشركة
حسناء بتساؤل : وفيها ايه متعرفهم , انت كنت خايف ان الشركة متنجحش , بس الحمد لله كل حاجه تمام
تابع حازم بحسره : ما انا جايلك في الكلام , مش قولتلك ان لسه 4 شركات لسه مردوش عليا
حسناء بإهتمام: اه
حازم : فيه شركتين ردوا بالرفض , و شركة مردتش و شركة طلبت مني اصور المكان و بعض البيانات و قالوا هيردوا النهاردة بالليل
حسناء : وانت مزعل نفسك ليه , بلاش منتجات الشركتين دول
حازم : لا مش هينفع يا حسناء, انا عاوز اخد السمعه من البدايه ان شركتي اي حد هيدخل فيها لازم هيلاقي طلبه و الانطباعات الأولي تدوم , غير لو الشركة اللي هترد النهاردة رفضت و الرابعه كمان رفضت يبقي 4 ماركات مش موجوده في شركتي , وطبعا ده هيبقي مش تمام خالص
حسناء بتفكر: طيب الشركتين اللي رفضوا منتجاتهم غاليه و لا رخيصة
حازم / رخيصة و مش عليها اقبال قوي , يعني مقدور عليهم ممكن علي ما الشركة تكمل و ابدأ افتتحها هيكون معايا مبلغ احاول اغطي بيه المنتجين دول , لكن المشكله في الشركة اللي هترد النهارده , لأن منتجاتها غاليه و عليها اكبر سحب
حسناء / وهم قالوا هيردوا أمتي
حازم : قالوا في نهاية النهار
التفتت حسناء بتفكر , وبعدما عصرت عقلها دقائق لتعثر علي حل , وجدت حلا و قبل ان تنطق به رأت صورة حازم تنعكس بضبابيه علي زجاج النافذه المطله علي الطريق فقالت في نفسها : واااو صوره حيه لحازم , بشحمه ولحمه بدل الصور اللي انا عايشه في وسطها طول النهار و الليل شكلنا هنطول القعده هنا يا زومه , دي المرايا بتعمل شغل جامد زي المره اللي فاتت
التفتت له ثم قالت بفرحه / انت عارف يا بشمهندس ان من أعضم أبواب الفرج لا حول ولا قوة الا بالله **وقد أمر بها رسول الله بقوله: قل لا حول ولا قوة إلا بالله, بل حث على الإكثار منها وملازمتها, فقال لأبي هريرة: {أكثر من قولها}. وأخبر أنها تكشف سبعين بابا من البلاء والضر. )) **
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : « من أكثر من الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب »
فإيه رأيك نفضل نردد الاستغفار و لا حول و لا قوة الا بالله
حازم / اوك فكره تمام : يلا نستغفر 100 مره و لا حول و لا قوة الا بالله 100
حسناء و هي تبتسم داخليا بخبث : مائه ايه , احنا هنفضل ساعه نردد دي و ساعه نردد دي
حازم بفرحه و ابتسامة : طيب هيرضوا يسيبونا في الكافيه المده دي كلها
حسناء بمزاح : كل نص ساعه نطلب مشروب
حازم وهو ينظر لساعته: طيب الساعه دلوقتي 3 و عشر دقائق , هنردد الاستغفار لحد الساعه 4 و عشر دقائق
حسناء/ يلا نبتدي
ثم التفتت بجسدها قليلا و بدأت في مشاهده أفضل ما يمكن ان تراه عينيها , تري و تشاهد حبيبها بحريه , تراه بكل تفاصيله و حركاته و تعابير وجهه , فهو دائما ما يجبرها بألا تشفي شوقها له بغض بصره عنها و هاهي الآن ستعوض الحرمان و تشفي جروح روحها برؤيته و تروي ظمأ قلبها منه , كلما مرت لحظة و عينيها معلقتين به تشعر انها تسموعاليا في سماء السعاده و تتجرع من كؤوس الفرحة المحلاه بوجهه و تتشرب روحها عشقا له
ظلت علي وضعهها هذا حتي مرت الساعه , فقال حازم : حسناء , يلا ابدأي في لا حول ولا قوة الا بالله
الفتت له فرأت النادل يقترب تجاههم فقالت / الراجل ده رخم قوي , بقالنا ساعه و طلبنا 4 ارودرات
حازم و هو يضع يده علي بطنه : علي ما الساعه تعدي هننفجر
حسناء : بجد معدتش قادره
حازم : بقول كفايه و نقوم من هنا
حسناء : لا لازم نخلص ترديد
وصل النادل فالتفتت حسناء تتابع مشاهدتها الممتعه , طلب حازم طلبا آخر وبعد ان انصرف النادل وجه كلامه لها : انا طلبت المره دي كوكتيل فواكه تحبي تغيريه
لم ترد حسناء بل لم تنتبه لكلامه من الاساس , فأعاد حازم كلامه ثانيه بصوت اعلي ولكنها لم تنتبه ايضا , فقال بصوت عالي و هو يصوب نظره لوجه نظرها : انتي سرحانه في ايه
اصطدمت نظره بصورتها المدققه به بشرود , انتفضت من عينيه التي اشتبكت بعينها و ارتدت معتدله بذعر و حرج وتجمدت ملامحا الباهته الشاحبه من المفاجأه
لم يعلق حازم علي اي شئ ولكن ارتخاء ملامح وجهه بشكل يوحي بقدوم ابتسامة لشفتيه يؤكد انه اكتشف كل شئ, ولكنه حاول التماسك , ولكن تماسكة لم يطول
وجه كلامه لحسناء التي كانت علي وضع متيبس و جهها صلب من شدة خجلها : حسناء دقائق وهرجع
قام واتجه لحمام الكافيه و هي يبتسم بشده , وعندما دخل ظل يضحك بدون صوت , نظر لوجهه في المرآه وقال لها : معقوله يا حسناء ممكن تكوني الوقت ده كله بتبصي عليا , ياه بجد يا حسناء النهارده اسعد يوم في حياتي , نظرتك دي اعطتني شعاع امل كبير , لو فعلا ظني في محله يبقي الدنيا فتحتلي اسعد ابوابها النهادرة و ربنا اكرمني بأحلي حاجه في الدنيا
دقائق و تابع / لما اخرج بقي علشان متقعدش لوحدها
اتجه من حيث أتي و هو يحاول ان يبدو طبيعيا حتي لا يسبب الاحراج لتلك التي اكتشف للتو انها كانت تراقبه ولربما كان دافعها شئ طالما حلم ان يناله يوما
عندما خرج وجدها تقف حامله هاتفه و علي محياها علامات القلق و الارتباك وتستحثه بأن يسرع
اقبل نحوها مستخف الخطي , وقبل ان يصل لها هم بأن يسألها عما حدث ولكنها بادرت بقولها : في رقم غريب اتصل عليك مرتين , شوف كده ربما يكون الشركة
التقط منها الهاتف , ثم سحب الكرسي نحو الطاوله و جلس حيثما كان من قليل
جلست هي الاخري مقابلته و عينيها معلقتان علي صفحة وجهه بقلق , تحاول تخمين الرد قبل ان يصل
دقائق
ثم
حازم : السلام عليكم
المتصل : .......
حازم : ايوا يا فندم مع حضرتك , مين معايا
المتصل : ..........
وقف حازم و عينينه تزداد في اتساعهما و مظاهر الاستبشار تنتشر تدريجيا في وجهه
ثم قال: تمام يا فندم , ساعه و هكون عند حضرتك
انهي محادثته و هو يسرع للخارج بعدما التقط مفاتيحه من علي المنضدة و ترك حساب المشروبات و أمر حسناء بالاسراع و اللحاق به
هرولت حسناء تلاحقه بخفه , حتي وصلا السياره : ركبت بجواره و هي لا تفهم اي شئ عما يجري
أدار حازم محرك السياره و لسانه يردد عبارات الشكر و الحمد
حسناء: هو ايه اللي حصل , بتجري كده ليه
حازم : ده مندوب للشركة و بيقول انه في رحلة سياحيه في مصر و طيارته بكره و عاوز يقابلني كمان ساعه في فندق......
حسناء: بجد طيب الحمد لله
حازم : عاوزك بقي يا حسناء متبطليش دعاء لحد ما المقابله دي تعدي علي خير, دي اهم شركة بالنسبه ليا , هي و الشركة اللي لسه مردتش